معصية ربه جحد نعمتنا وأيس من الخير ، والإنسان من طبعه الجحد والكفران
بالنعم حين الشدة.
والخلاصة ـ إن
الإنسان إن إصابته نعمة أشر وبطر ، وإن ابتلى بمحنة يئس وقنط.
(لِلَّهِ مُلْكُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي إنه خالق السموات والأرض ومالكهما والمتصرف فيهما ،
فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو يعطى من يشاء ويمنع من يشاء ، لا مانع لما
أعطى ، ولا معطى لما منع.
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ ،
يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ. أَوْ
يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) أي يخلق ما يشاء فيرزق من يشاء البنات فحسب ، ويرزق من
يشاء البنين فحسب ، ويعطى من يشاء الزوجين الذكر والأنثى ، ويجعل من يشاء لا نسل
له.
وفى هذا إيماء
إلى أن الملك من غير منازع ولا مشارك ، يتصرف فيه كيف يشاء ، ويخلق ما يشاء ، فليس
لأحد أن يعترض أو يدبر بحسب هواه ، وتصرفه لا يكون إلا على أكمل وجه وأتم نظام ،
وقد قيل : ليس فى الإمكان أبدع مما كان.
(إِنَّهُ عَلِيمٌ
قَدِيرٌ) أي إنه عليم بمن يستحق كل نوع من هذه الأنواع ، قدير
على ما يريد أن يخلق ، فيفعل ما يفعل بحكمة وعلم.